مجددا أجد نفسي تائها في الشوق و البرد و الحنين إلى دفء النفس ها أنا أجد نفسي اليوم محتاج أكثر من أي وقت مضى لدفء يقبل قلبي و حنان يضمني بجناحيه و قهوة سمراء أشم رائحتها و قطة عسلية بين يداي تقفز و على صدري تحلم و تنام. و قطة... تضحك و تضحك و أرى في تلك الضحكة نور من نور، و أرى في عيناها حياة أبدية. أرى جنة لا ألم فيها و لا حزن، لا إكتئاب أو تعب. فإن رأيت عيناها أجد في السم و العلقم حلويات و طيبات.أجد نفسي اليوم من دونها، من دون عيناها، من دون رائحتها، اني صابر إلى أن القاها من جديد و إن كان ذلك في حياة اخرى. عفوا!!! فمن الذي قال أن ليس هناك حياة أخرى؟ اني أرى في القرب منها حياة و في البعد عنها ممات، و كلما أتت سأحيا و كلما بعدت ساموت، طالما القرب قد يتجدد فأن الحياة ستتعدد و القيامة ستستمر و تستمر . و أنا ... أنا لست سوى لعبة في يد القدر، أموت و أحيا، أموت و أحيا و اتمنى أن تكون النهاية في عيناها حياة ابدية.
نوار يوسف ٢٨-١٠-٢٠٠٧
يعود القلم لكتابة مشاعره، و تعود الكلمات لتصافحه. يعود الحبر ليسيل على صفحات بيض ... فترتجف حين تعانقه. يرتجف بياضها و يرتجف ... تستنشق سواده فترتعش، يؤدي بها إلى سواد متغطرس ... متعشعش ... يؤدي بها إلى سواد أبدي. هكذا دوماً يكتب المستقبل بنجاح باهر السواد .... يدخل كل بياض في نفق محاط ... بانفاق محاطة ... بعذاب داخلي أليم يجعل من قمة العذاب الجسدي ... قمة في المتعة و عنوان الجنة الأبدي . العذر ! لا أدري حقاً عن ماذا اكتب هنا، فقط أنا ارسم ما أرى من ذلك العالم البعيد عن الأضواء، ذلك العالم الذي يمتزج بهدوء مرعب ...، و سواد مرعب ...، و عالم واقعي يرعب ... كل من يرى الامور بواقعية، يرعب كل من يفيق من ثبات الرومانسية ... كل من يتحمل المسؤلية ... عن كشف حقيقة العالم المأساوية. عندما استيقظ من نومي و أرى كم هذا العالم رومانسي، حينها أدرك انني لم استيقظ. عندما استيقظ كل يوم أبدأ الغياب ... في غباب الرومانسية، مأخوذ على ... سحاب فوق الضباب ... إلى مدن الرومانسية، بعد أن أكون قد وقعت على أوراق تقر باني تخليت عن كشف حقيقة الحياة الماساوية. نوار يوسف ٦-٢-٢٠١٠
في غرفتي، في تلك الغرفة الكئيبة جلست أحدق في (اللا شئ)، و ابحث عن شيء ما في الذاكرة، شيء رائع يجعلني أفرح و لو لقليل من الوقت. و انا أعرف أني لن أجد لحظة ماضية تفرحني أكثر من تلك الحظات التي قضيتها بالنظر إليها، و رغم قصر تلك الحظات إلى أني مستعد لاستبدلها ب عمرا بكامله. في تلك الغرفة الحزينة بدأت أتذكر ... كنت جالسا في ذلك المكان متصنعا الغرور و الثقة، حتى تلك اللحظة لم تكن لحياتي معنى، و لم أكن ادرك ذلك إلى أن نظرت إلى ذلك الملاك الصغير الأسمر. و لشدة ما جذبتني عيناها بدأت أشعر بذلك ألشعور الغريب، كل شيء في حياتي بدا و كأنه ينهار ... حياتي، امالي، أفكاري، و تطلعاتي ... كل شيء بدأ ينهار أمامي. عرفت حينها أن كل شيء من قبل معرفتي بها، من قبل رؤيتها، كل شيء في حياتي من قبلها كان كذبا، كان حلما، كان هراء. و استكملت ذكرياتي في غرفتي و السماء في الخارج تبكيني. أخذت أذكر كيف نظرنا لبعضنا كثر من المرات، لاكثر من شهرين، مع ذلك لا أدري لما لم أكلمها ، فقد كنا نكلم بعضنا في النظرات، لكن ذلك لم يكفي، ولن يكفي أبداً. ذهبت ... ذهبت و لم أراها. ذهبت لكن متاكد من أننا سنلتقي في يوم ما، و مهما كانت ردت فعلي و فعلها، مهما كانت مشاعري و مشاعرها، فاني متأكد من أنه سيكون يوم جميل، يوم مريح، يوما يطفئ أشواقي التي لم تنطفئ، ف إلى ذلك اليوم كم أتوق و اتمنى ... نوار يوسف ١٦-١٠-٢٠٠٧